أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التاجر الأمين ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التاجر الأمين ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 5 شوال 1443هـ، الموافق 6 مايو 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 مايو 2022م ، للدكتور خالد بدير :  التاجر الأمين :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 مايو 2022م ، للدكتور خالد بدير: التاجر الأمين ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 مايو 2022م ، للدكتور خالد بدير : التاجر الأمين ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 6 مايو 2022م ، للدكتور خالد بدير : التاجر الأمين : كما يلي:

 

أولًا: مكانةُ التجارةِ في الإسلامِ

ثانيًا: التاجرُ الأمينُ قصصٌ وعبرٌ

ثالثًا: أمانةُ التاجرِ بينَ الواقعِ والمأمولِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  6 مايو 2022م ، للدكتور خالد بدير: التاجر الأمين : كما يلي:

المـــوضــــــــــوعُ

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وسلم. أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: مكانةُ التجارةِ في الإسلامِ

لقد حثَّ الإسلامُ على التجارةِ في أبلغِ صورةٍ وأعظمِ فضيلةٍ، حيثُ جعلَ اللهُ – سبحانَهُ وتعالَى – التنقلَ في الأرضِ للتجارةِ مساويًا للجهادِ في سبيلهِ، قالَ تعالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ}(المزمل: 20 )، ففِي هذه الآيةِ “سوَّى اللهُ تعالى في هذه الآيةِ بينَ درجةِ المجاهدينَ والمكتسبينَ المالَ الحلالَ للنفقةِ على نفسهِ وعيالهِ، والإحسانِ والإفضالِ، فكانَ هذا دليلًا على أنَّ كسبَ المالِ بمنزلةِ الجهادِ؛ لأنَّهُ جمعهُ مع الجهادِ في سبيلِ اللهِ، قال عبدُاللهِ بنُ عمرَ – رضي اللهُ عنه –: وما خلقَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى موتةً أموتَهَا بعدَ الموتِ في سبيلِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى أحبّ إلىَّ مِن الموتِ بينَ شعبتِي رحلِي، أبتغِي مِن فضلِ اللهِ سبحانَهُ وتعالَى، ضاربًا في الأرضِ”. ( تفسير القرطبي).

ولقد ضربَ لنَا الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم أروعَ الأمثلةِ في ذلك منذُ صغرِهِ وشبابهِ، فكان يشتغلُ بالتجارةِ إلى بلادِ الشامِ مع عمهِ أبي طالبٍ ، كما كان – صلَّى اللهُ عليه وسلم – يتاجرُ في مالِ السيدةِ خديجةَ مع غلامِهَا ميسرةَ، فأُعجبتْ بأمانتِهِ وأخلاقِهِ حتى كان ذلك سببَ زواجِهَا منهُ.

كما كان الصحابةُ رضي اللهُ عنهم يعملُون بالتجارةِ، فهذا عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ سيدُّ التجارِ الصادقينَ الأمناء، الذي ضُربَ بهِ المثلُ في التجارةِ، ” فعن أنسٍ، قال: قدمَ عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ فآخَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم بينهُ وبينَ سعدِ بنِ الربيعِ الأنصاريِّ، فعرضَ عليهِ أنْ يناصفَهُ أهلَهُ ومالَهُ، فقالَ عبدُالرحمنِ: باركَ اللهُ لكَ في أهلِكَ ومالِكَ، دُلّنِى على السوقِ. فخرجَ إلى السوقِ وتاجرَ حتى أصبحَ مِن أغنَى أغنياءِ المدينةِ، يقولُ عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ:” فلقد رأيتُنِى ولو رفعتُ حجرًا لرجوتُ أنْ أصيبَ ذهبًا وفضةً.” (السيرة النبوية لابن كثير) .

وهذا الإمامُ أبو حنيفةَ الذي ملأَ علمُهُ الآفاقَ، كان تاجرًا مباركَ اليدِ، وكان منهجُهُ الصدقَ والأمانةَ في البيعِ والشراءِ، وكان يتاجرُ في الخزِّ «الأقمشةِ والثيابِ». وذاتَ يومٍ جاءتْهُ امرأةٌ بثوبٍ مِن الحريرِ تبيعُهُ لهُ، فسألَهَا: كمْ ثمنُهُ؟ فقالتْ: مائة. فقال: هو خيرٌ مِن مائةٍ، بكَمْ تقولِين ؟ فزادتْ مائةً مائةً حتى بلغتْ أربعمائةَ درهمٍ، فقال: هو خيرٌ مِن ذلك. فقالتْ أتهزأُ بِي؟ فقال: هاتِي رجلًا يُقَوّمُهُ، فجاءتْ برجلٍ فاشتراهُ بخمسمائةِ درهمٍ!!

فالصدقُ والأمانةُ في البيعِ والشراءِ سبيلٌ إلى بركةِ البيعِ والشراءِ، فَعَن حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا”(متفق عليه)؛ ويكفِي أنَّ الصادقَ يحشرُ مع النبيينَ والشهداءِ، وفي ذلك يقولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ”( الحاكم والترمذي وحسنه).

وفي مقابلِ الترغيبِ في الصدقِ والأمانةِ، فقد رهَّبتْ السنةُ النبويةُ الشريفةُ مِن الكذبِ في التجارةِ، لأنَّهُ يُبعثُ الكذابونَ مِن التجارِ يومَ القيامةِ فُجّارًا؛ فعن رِفَاعَةَ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ:” يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ:” إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ”؛( ابن ماجة والترمذي وصححه).

فلو لم يكنْ الصدقُ والبِرُّ واجبين، لَمَا حَكَم عليهم بالفجورِ، وفي الرواياتِ الأخرى لما قال – عليه الصلاةُ والسلامّ -: ” إنَّ التجارَ هُم الفجارُ “، قالوا: أليسَ اللهُ أحلَّ البيعَ وحرَّمَ الربَا؟ قال: ” بلى، ولكنهم يَحلِفونَ ويُحدِّثونَ فيَكذِبون”. (أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: التاجرُ الأمينُ قصصٌ وعبرٌ

هناكَ صورٌ مشرقةٌ لسلفِنَا الصالحِ في أمانةِ التجارةٍ، نذكرٌ أهمَّهَا لنأخذَ منها العظةَ والعبرةَ ومِن ذلك:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الْأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا”( متفق عليه ).

فانظرْ إلى أمانةِ كلٍّ مِن البائعِ والمشترِي!! كلاهُمَا يتورعُ عن جرةِ الذهبِ!! البائعُ يقولُ: بعتُكَ الأرضَ بما فيها !! والمشترِي يقولُ: اشتريتُ الأرضَ دونَ ما فيها!! تخيلْ لو حدثتْ هذه الواقعةُ في زمانِنَا هذا لقامتْ مِن أجلِ هذا الذهبِ حروبٌ وقتالٌ، وراحَ ضحيتُهُ أروحٌ عديدةٌ!!

ومِن صورِ الأمانةِ في البيعِ والشراءِ: ما روي ” أنَّ أحدَ التجارِ الأمناءِ خرجَ في سفرٍ لهُ، وتركَ أحدَ العاملين عندَهُ ليبيعَ في متجرِهِ، فجاءَ رجلٌ يهوديٌّ واشترَي ثوبًا كان بهِ عيبٌ. فلما حضرَ صاحبُ المتجرِ لم يجدْ ذلك الثوبَ، فسألَ عنهُ، فقال له العاملُ: بعتهُ لرجلٍ يهوديٍّ بثلاثةِ آلافِ درهمٍ، ولم يطلعْ علي عيبهِ. فغضبَ التاجرُ وقال لهُ: وأينَ ذلكَ الرجل؟ فقالَ: لقد سافرَ.  فأخذَ التاجرُ المسلمُ المالَ، وخرجَ ليلحقَ بالقافلةِ التي سافرَ معها اليهوديُّ، فلحقَهَا بعدَ ثلاثةِ أيامٍ، فسألَ عن اليهوديِّ، فلمَّا وجدَهُ قالَ لهُ: أيُّهَا الرجلُ لقد اشتريتَ مِن متجرِي ثوبًا بهِ عيبٌ، فخذْ دراهمَكَ، وأعطنِي الثوبَ. فتعجبَ اليهوديُّ وسألَهٌ: لماذا فعلتَ هذا؟ قال التاجرُ: إنَّ دينِي يأمرُنِي بالأمانةِ، وينهانِي عن الخيانةِ، فقد قالَ رسولُنَا -صلَّى اللهٌ عليه وسلم-: “مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا” (مسلم)،  فاندهشَ اليهوديُّ وأخبرَ التاجرَ بأنَّ الدراهمَ التي دفعَهَا للعاملِ كانتْ مزيفةً، وأعطاهُ بدلًا منها، ثم قالَ: لقد أسلمتُ للهِ ربِّ العالمين، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ.”

 هذه رسالةٌ للتجارِ والبائعينَ والغشاشينَ أنْ يتقُوا اللهَ ويكونُوا أمناءَ في تجارتِهم وبيعِهم وشرائِهم!!

هكذا كان سلفُنَا الصالحُ رضي اللهُ عنهم حريصينَ على تحرِّي الحلال، وكانتْ المرأةُ تُوصِي زوجَهَا وتقولُ لهُ إذا خرجَ إلى سوقِ العملِ للتجارةِ: اتقِ اللهَ ولا تُطعمنَا حرامًا فإنَّنَا نصبرُ على نارِ الجوعِ ولا نصبرُ على نارِ جهنم!

أمَّا نحنُ فنجمعُ المالَ من التجارةِ ولا نُبالِي أمِن حلالٍ أم مِن حرامٍ؟!! المهمُّ جمعُ المالِ! وهذا مِن علاماتِ الساعةِ كما أخبرَ بذلك المصطفَى صلَّى اللهُ عليه وسلم. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ؟!!”(البخاري).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: أمانةُ التاجرِ بينَ الواقعِ والمأمولِ

إنَّ مَن ينظرُ إلى واقعِنَا المعاصرِ يجدُ أنَّ الأمناءَ مِن التجارِ قلةٌ، فكثيرٌ منَّا معهُ أموالٌ فائضةٌ عن حاجاتهِ ومع ذلك لا يقدمُ على التعاملِ مع الآخرينَ كشركةٍ أو استثمارِ مالهِ أو إعطائِهِ لمَن يتجرُ بهِ لانعدامِ الثقةِ بينَ أفرادَ المجتمعِ، لذلك تجدُ صفاتِ التاجرِ المسلمِ ندرتْ في أسواقِنَا إلّا مَن رحمَ اللُه، وقليلٌ ما هم !!

لقد ضعفتْ الأمانةُ، وقلَّ التعاملِ بينَ الناسِ بهَا، حتى لا تكادُ ترى رجلًا أمينًا تأمنهُ على مالكِ أو سرِّك أو غيرِ ذلك، قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ: أتَى على الناسِ زمانٌ كان الرجلُ يدخلُ السوقَ ويقولُ: مَن ترونَ لي أنْ أعاملَ مِن الناسِ؟ فيقالُ لهُ: عاملْ مَن شئتَ. ثم أتَى زمانٌ آخرُ كانوا يقولُون: عاملْ مَن شئتَ إلَّا فلانًا وفلانًا، ثم أتى زمانٌ آخرُ فكان يٌقالُ: لا تعاملْ أحدًا إلَّا فلانًا وفلانًا، وأخشَى أنْ يأتي زمانٌ يذهبُ هذا أيضًا. وكأنَّهُ قد كان الذي كان يحذرُ أنْ يكونَ، فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون.” (إحياء علوم الدين).

لقد أخبرَنَا الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم بضياعِ الأمانةِ تدريجيًا حتى يُمحَى أثرهَا مِن قلوبِ الرجالِ، فعَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ :” إِنَّ الأَمانَةَ نزلَتْ في جَذْرِ قُلوبِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ نزلَ القرآنُ ، فَعَلِمُوا مِنَ القرآنِ ، وعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ . ثُمَّ حَدَّثَنا عن رَفْعِ الأَمانَةِ ؛ فقال : يَنامُ الرجلُ النَّوْمَةَ ، فَتُقْبَضُ الأَمانَةُ من قلبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُها مِثْلَ أَثَرِ الوَكْتِ ثُمَّ ينامُ الرجلُ النَّوْمَةَ ، فَتُقْبَضُ الأَمانَةُ من قلبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُها مِثْلَ أَثَرِ المَجْلِ ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ على رِجْلِكَ فَنَفِطَ ، فتراهُ مُنتبرًا وليسَ فيهِ شيءٌ ، ثُمَّ أَخَذَ حَصاةً فَدَحْرَجَهُ على رِجْلِه؛ فَيُصْبِحُ الناسُ يَتَبايَعُونَ لا يَكَادُ أحدٌ يُؤَدِّي الأَمانَةَ ، حتى يقالَ : إِنَّ في بَنِي فُلانٍ رجلًا أَمِينًا ، حتى يقالَ لِلرَّجُلِ : ما أَظْرَفَهُ ! ما أَعْقَلهُ ! وما في قلبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ من إِيمانٍ”. (متفق عليه). وصدقَ الصادقُ المصدوقُ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فأينَ الأمانةُ اليومَ؟!  يقولُ الإمامُ النوويٌّ: ” إِنَّ الْأَمَانَة تَزُول عَنْ الْقُلُوب شَيْئًا فَشَيْئًا، فَإِذَا زَالَ أَوَّل جُزْء مِنْهَا زَالَ نُورهَا وَخَلَفَتْهُ ظُلْمَة كَالْوَكْتِ وَهُوَ اِعْتِرَاض لَوْن مُخَالِف لِلَّوْنِ الَّذِي قَبْلَهُ، فَإِذَا زَالَ شَيْء آخَر صَارَ كَالْمَجْلِ وَهُوَ أَثَر مُحْكَم لَا يَكَاد يَزُول إِلَّا بَعْدَ مُدَّة، وَهَذِهِ الظُّلْمَة فَوْقَ الَّتِي قَبْلَهَا، ثُمَّ شَبَّهَ زَوَال ذَلِكَ النُّور بَعْدَ وُقُوعه فِي الْقَلْب وَخُرُوجه بَعْدَ اِسْتِقْرَاره فِيهِ وَاعْتِقَاب الظُّلْمَة إِيَّاهُ بِجَمْرٍ يُدَحْرِجهُ عَلَى رِجْله حَتَّى يُؤَثِّر فِيهَا ثُمَّ يَزُول الْجَمْر وَيَبْقَى التَّنَفُّط، وَأَخْذه الْحَصَاة وَدَحْرَجَتِهِ إِيَّاهَا أَرَادَ بِهَا زِيَادَة الْبَيَان وَإِيضَاح الْمَذْكُور.”( صحيح مسلم بشرح النووي).

فبادرْ يا عبدَ اللهِ بالأمانةِ في التجارةِ إذا كنتَ تاجرًا ؛ حتى لا تقعَ في زمرةِ الخائنينَ وتحملُ الأمانةَ على عاتقِكَ في الآخرةِ حتى تؤديهَا لصاحبهَا، فعن ابنِ مسعودٍ قال : القتلُ في سبيلِ اللهِ يكفِّرُ الذُّنوبَ كلَّهَا إلَّا الأمانةَ ، قال : يؤتَى بالعبدِ يومَ القيامةِ وإنْ قُتِلَ في سبيلِ اللهِ ، فيقالُ : أدِّ أمانتَكَ ، فيقولُ : أي ربِّ ! كيف وقد ذهبتِ الدُّنيا ؟ قال : فيقالُ : انطلقُوا بهِ إلى الهاويةِ ، فيُنطلَقُ به إلى الهاويةِ ، وتمثلُ له أمانتُهُ كهيئتِها يومَ دُفِعَتْ إليه ، فيراها فيعرفَها ، فيهوِي في أثَرِها حتَّى يدركَها فيحملَها على منكبيهِ ، حتَّى إذا نظر ظنَّ أنَّه خارجٌ زلَّتْ عن منكبيهِ ، فهو يهوي في أثرِها أبدَ الآبدينَ ، ثمَّ قال : الصَّلاةُ أمانةٌ ، والوضوءُ أمانةٌ ، والوزنُ أمانةٌ ، والكيلُ أمانةٌ وأشياءٌ عدَّدها ، وأشدُّ ذلك الودائعُ . قال يعني زاذانُ : فأتيتُ البراءَ بنَ عازبٍ فقلتُ : ألا ترَى إلى ما قال ابنُ مسعودٍ ؟ قال : كذا . قال : كذا . قال : صدقَ ، أما سمعتَ اللهَ يقولُ : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}”!! (شعب الإيمان للبيهقي بسند حسن)، فالشهادةُ أعلَى المراتبِ ومع ذلك لم تشفعْ ولم تغنِ عن الأمانةِ. وعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ فَيقالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ(متفق عليه).

 فراجعْ نفسكَ وأدِ الأمانةَ قبلَ أنْ يُرفعَ لواءُ غدرِكَ، فتفضحَ على الملأِ أمامَ الخلائقِ يومَ القيامة.

فعلينَا أنْ نعودَ إلى الأمانةِ؛ فالأمانةُ سرُّ سعادةِ الأممِ، ويومَ كانتْ أمتُنَا مِن أصدقِ الشعوبِ والأممِ في حملِ هذه الأمانةِ والوفاءِ بها كانتْ أمتُنَا خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناسِ.

وختامًا: نذكركُم بصيامِ الستِّ مِن شوال فهي كصيامِ الدهرِ كلِّهِ، كما أنَّهَا شكرٌ للهِ على إتمامِ نعمةِ صيامِ رمضانَ .

نسألُ اللهَ أنْ يتقبلَ منَّا، وأنْ يرزقنَا الرزقَ الحلالَ وأنْ يباركْ لنَا فيهِ!!!!

الدعاء،،،،،،،                                        وأقم الصلاة،،،،،                     كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »